مدارك / هيئة التحرير
في خضم تصعيد مستمر لسياسة الضم والاستيطان، تعمل قوات الاحتلال الإسرائيلي بوتيرة محمومة على إقامة جدار عازل حول قرية سنجل شمال شرقي محافظة رام الله، ليكتمل بذلك حصار القرية المحاطة بالفعل بحزام من المستوطنات والبؤر الاستيطانية.
ويعزز الجدار الجديد المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تغيير الطابع الجغرافي والديموغرافي في الضفة الغربية، ويفرض واقعًا مأساويًا على آلاف الفلسطينيين من سكان القرية.
تفاصيل المشروع الاستيطاني
وبدأت قوات الاحتلال منذ 24 سبتمبر 2024 أعمال التجريف في أراضي سنجل على طول نحو 1500 متر، باستخدام آليات عسكرية ثقيلة، تمهيدًا لإقامة جدار إسمنتي يفصل البلدة عن الشارع الالتفافي رقم 60، أحد المحاور الاستراتيجية للتوسع الاستيطاني، وفق تقرير للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.
أسفرت هذه الاعتداءات المستمرة حتى الآن عن تجريف مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، بما في ذلك اقتلاع 200 شجرة زيتون، بعضها يعود إلى مئات السنين، وتدمير جدران استنادية.
وأقدمت قوات الاحتلال على شق طريق في أراضي المواطنين بعمق 6 أمتار وطول 1500 متر حتى الآن، ورصفته بمادة البسكورس، سيقام عليه الجدار الإسمنتي الجديد، الذي يبعد 14 مترًا عن الشارع الالتفافي 60 الذي يربط جنوب الضفة بشمالها.
أثر الجدار على البلدة
يدق رئيس بلدية سنجل، محمود إبراهيم، ناقوس الخطر، محذرا أن استكمال بناء الجدار سيؤدي إلى عزل بلدة سنجل تمامًا عن محيطها، محوّلاً إياها إلى سجن مغلق على سكانها البالغ عددهم نحو 7500 نسمة. وينبه إلى أن المشروع يشكل كارثة إنسانية واقتصادية على البلدة، داعيًا المجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف الانتهاكات.
ويهدد المشروع بعزل 8000 دونم من الأراضي الزراعية و15 منزلًا مأهولًا يقطنها حوالي 150 مواطنًا. كما سيعيق الجدار حركة التنقل، حيث سيتطلب السفر إلى مدينة رام الله مسارًا بديلًا طوله 55 كم بدلاً من المسافة الأصلية البالغة 20 كم.
شهادات من الواقع
قبل أن تبدأ سلطات الاحتلال أعمال التجريف، وضعت علامات على أشجار الزيتوف، حسب ما يروي المواطن عايد راجح أحمد غفري، مشيرًا إلى أن الجدار سيمر بوسط أراضيه الزراعية، مما يؤدي إلى عزلها بالكامل. بينما يروي موسى سميح عيسى شبانة كيف اضطر إلى إغلاق مشتله الزراعي بسبب التهديدات الإسرائيلية، مشيرًا إلى حجم الخسائر التي لحقت به.
ويعرب المواطنون المتضررون عن قلقهم من استمرار التعديات على أراضيهم، مطالبين بحماية دولية للحفاظ على حقوقهم.
خلفية وأهداف المشروع
تدّعي سلطات الاحتلال أن الجدار يأتي لدواعٍ أمنية، إلا أن الوقائع تشير إلى أنه يهدف إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية عبر فرض حقائق جديدة، وفق التقرير الحقوقي.
ويحيط ببلدة سنجل التي يقطنها 7500 مواطن، 5 مستوطنات و3 بؤر استيطانية، إضافة إلى معسكر لجيش الاحتلال، ما يجعلها محاصرة بالكامل.
انتهاك القانون الدولي
الاعتداءات الاستيطانية الإسرائيلية تأتي رغم إصدار محكمة العدل الدولية في أغسطس 2024 قرارًا يعد الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية غير قانوني، مطالبة بإنهاء النشاطات الاستيطانية وإخلاء المستوطنين. ورغم ذلك، تواصل إسرائيل تصعيد انتهاكاتها في ظل غياب ردع دولي.
دعوة إلى التحرك
يبدي الفلسطينيون قناعة أن استمرار بناء الجدار العازل في سنجل ليس إلا جزءًا من سلسلة طويلة من السياسات الإسرائيلية الهادفة إلى تهجير السكان والسيطرة على أرضهم وفرض أمر واقع جديد بين يدي مسعى إسرائيلي معلن لضم الضفة الغربية وفرض السيادة عليها.