الأربعاء 22/يناير/2025

أبرز صفقات تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائليي

السبت 18-يناير-2025

مدارك / هيئة التحرير

في أتون المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي الذي زج بمئات آلاف الفلسطينيين في سجونه، برزت صفقات تبادل الأسرى كإحدى أبرز أدوات الضغط والتفاوض السياسي. ومثلت هذه الصفقات حكاية وفاء للأسرى الفلسطينيين الذين عانوا ويلات الأسر في السجون الإسرائيلية، ووسيلة لتحقيق انتصارات إنسانية تعيد الأمل لذويهم.

ومع اقتراب إتمام صفقة تبادل جديدة ووقف إطلاق النار المرتقب في غزة، الذي يبدأ تنفيذه الأحد 19 يناير 2025، تسلط هذه المحطات التاريخية الضوء على مسيرة طويلة من التضحيات والمفاوضات.

وفق تقرير مشترك أصدرته هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، بدأت عمليات التبادل بعد نكبة 1948، قبل أن تتولى الفصائل الفلسطينية قيادة هذه العمليات.

خلال هذه السنوات، شملت عمليات التبادل جهودًا عربية من مصر، سوريا، العراق، الأردن، ولبنان، وحققت الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين في إطار اتفاقات سياسية أو مفاوضات مباشرة.

الصفقة الأولى (1968)
في أول عملية تبادل مباشرة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، تمكنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من اختطاف طائرة إسرائيلية تابعة لشركة العال. أسفرت الصفقة عن الإفراج عن 37 أسيرًا فلسطينيًا، بمن فيهم معتقلون سابقون منذ ما قبل عام 1967.

صفقة محمود بكر حجازي (1971)
بين حركة “فتح” وإسرائيل، أُفرج عن الأسير الفلسطيني محمود بكر حجازي مقابل الجندي الإسرائيلي شموئيل فايز. تمت الصفقة برعاية الصليب الأحمر، وسجلت كأول عملية تبادل أسير مقابل أسير.

عملية الليطاني (1979)
أطلقت الجبهة الشعبية – القيادة العامة سراح جندي إسرائيلي مقابل الإفراج عن 76 معتقلًا فلسطينيًا، بينهم 12 أسيرة.

صفقة معتقل أنصار (1983)
أفرجت إسرائيل عن 4700 معتقل فلسطيني ولبناني من معتقل أنصار و65 أسيرًا من سجونها، مقابل إطلاق ستة جنود إسرائيليين.

عملية الجليل (1985)
أطلقت إسرائيل 1155 أسيرًا، منهم أسرى فلسطينيون ولبنانيون، مقابل ثلاثة جنود إسرائيليين كانوا محتجزين لدى الجبهة الشعبية.

صفقة شريط الفيديو (2009)
أفرجت إسرائيل عن 20 أسيرة فلسطينية مقابل شريط فيديو يظهر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي أسر من دبابته قبالة رفح في عملية الوهم المتبدد عام 2006، وهي خطوة مهدت لصفقة كبرى.

وفاء الأحرار (2011)
أطلقت كتائب القسام الجندي جلعاد شاليط مقابل 1027 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 33 أسيرة، بموجب اتفاق رعته عدة دول في مقدمتها مصر. تضمنت الصفقة إبعاد 205 أسرى إلى غزة والخارج.

هدنة نوفمبر (2023)
بموجب اتفاق هدنة إنسانية، أُفرج عن 240 فلسطينيًا، بينهم 169 طفلًا و71 أسيرة، مقابل إطلاق 50 أسيرًا إسرائيليا على مدار أيام الهدنة التي استمرت أسبوعًا.

اتفاق يناير (2025)

من المقرر أن يفرج الاحتلال عن 1737 معتقلاً فلسطينيًا مقابل إطلاق 33 أسيرًا إسرائيليا، ضمن المرحلة الأولى التي تستغرق 42 يومًا من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. على أن يلي ذلك الإفراج عن آخرين في المرحلة الثانية.

تُجسد صفقات التبادل مسيرة طويلة من الصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي. كما تعكس أهمية التفاوض كوسيلة لاستعادة الحقوق الإنسانية وتحقيق انتصارات معنوية تُحيي آمال الحرية لدى الأسرى وذويهم.