الأحد 02/فبراير/2025

تسليم الأسيرات .. مشاهد رمزية وتنظيم مُبهر يؤكد قوة المقاومة

السبت 25-يناير-2025

مدارك / هيئة التحرير

في مشهد وطني استثنائي عكس قوة التنظيم الشعبي والعسكري للمقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام، شهد “ميدان فلسطين” وسط مدينة غزة -السبت- تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي. الحدث جاء محمّلاً برسائل متعددة، سواء على مستوى التنظيم الميداني أو الاحتضان الشعبي الكبير الذي يُبرز عمق الالتفاف حول المقاومة.

أظهرت المشاهد من قلب “ميدان فلسطين” تفاصيل دقيقة تعكس التخطيط والتنظيم المحكم لعملية التسليم. وضعت المقاومة حواجز ميدانية لضمان سير العملية بسلاسة، ومنعت اختلاط الجمهور بسيارات الصليب الأحمر. كما أُقيمت منصة رمزية مزينة بشعارات وطنية قوية أبرزها “الصهيونية لم تنتصر”، إلى جانب وضع شعارات ألوية الاحتلال التي هزمت في غزة؛ ما عزز من دلالات الحدث وأبعاده الرمزية.

لم يكن المشهد مقتصرًا على الجانب العسكري، بل برزت الروح الشعبية بأبهى صورها. توافد الآلاف من أهالي قطاع غزة إلى الميدان، ملوحين بالأعلام الفلسطينية ورايات حماس الخضراء، ومرددين الهتافات المؤيدة للمقاومة. المشهد كشف عن عمق العلاقة بين الشعب والمقاومة، خاصة في لحظات مثل تلك التي ألقت فيها إحدى السيدات الورود على أفراد المقاومة في الميدان وعلى المنصة، تعبيرًا عن حبها ودعمها للمقاومة التي مثلت صوت الشعب وإرادته.

المقاومة الفلسطينية صنعت مشاهد تحمل رسائل متعددة بعناية فائقة. تسليم الأسيرات الإسرائيليات وهن يرتدين الزي العسكري كان إشارة واضحة إلى انتصار رمزي يُظهر سيطرة المقاومة على الميدان.

وحمل 4 عناصر من القسـام الذين حرسوا المجندات سلاح “تافور” الخاص بنخبة الجيش الإسرائيلي وهو ما عدّه موقع إكسبرس العبري، إهانة للجيش.

كذلك، التوقيع الرمزي في الحدث وخلفية المنصة التي زُينت بشعارات تعكس صمود المقاومة، أضافت بعدًا سياسيًا ورسالة مباشرة للاحتلال بأن محاولاته لكسر إرادة غزة باءت بالفشل.

ما حدث في “ميدان فلسطين” من مشاهد التنظيم والتفاعل الشعبي أكد أن المقاومة الفلسطينية بخير، قادرة على إدارة المواقف الكبرى وصناعة المفاجآت في وجه الاحتلال. المشهد العسكري المنسق بمشاركة مئات العناصر من كتئب القسام وإلى جانبهم عدد من عناصر سرايا القدس، وحجم الحضور الشعبي يعكس بوضوح أن المقاومة ليست فقط على استعداد للدفاع، بل قادرة على فرض قواعد جديدة للصراع، تُعيد تعريف المعادلات على الأرض.

وفي ومشهد لا يخو من الدلالات، وجه مقاومون من كتائب القسام، خلال تسليم الأسيرات الإسرائيليات المجندات، التحية لمدينة جنين ومخيمها، شمال الضفة المحتلة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي واسع منذ 5 أيام.

وأدى أحد مجاهدي كتائب القسام التحية العسكرية لجنين، في حين حضرت أناشيد جنين ومخيمها في مراسم التسليم التي تمت في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، وسط حضور وتفاعل شعبي كبيرين.

الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، يشير إلى أن مشهد تسليم الأسيرات جاء بما يتوافق مع الأعراف والقوانين الدولية، وبتنظيم مُحكم ودقة متناهية، بشكل لم يسبق أن شهدنا مثلها بين الدول. ويوضح أن تنفيذ الصفقة يرتكز على مزيج من الاحترافية الإعلامية، القوة التنظيمية، والهيبة العسكرية التي تعكس قوة وتأثير المقاومة الفلسطينية. ويشدد على أن كتائب القسـام في غزة أصبحت مدرسة متكاملة في فن التفاوض، الاستعراض العسكري، والبروتوكول السياسي والإعلامي، لتُسطّر بذلك فصلًا جديدًا في معادلة الصراع، يُدرَّس للعالم في معاني الصمود والعزة.

بهذه المشاهد والرسائل، تؤكد المقاومة أنها تملك القدرة على تحويل كل تحدٍ إلى فرصة، وتقديم نموذج استثنائي يُبرز قوتها العسكرية والتنظيمية والتفاف الشعب حولها في مواجهة الاحتلال.

تسليم الأسيرات
تسليم الأسيرات